لطمية لو كان عمري مكتوبة

 

الرادود باسم الكربلائي

 

 

لَوْ كانَ عُمرِي عُمْرَ نُوْحْ
أَبقَى عَلَى الزَّهرَا أَنُوحْ
حُزْنَاً أُواسِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
قَوْمٌ بِلا إِسلامْ .. جَارُوا على فَاطِمةٍ عَمْدَاْ
جاءُوا مَعَ الأَصنَامْ .. أَعنِي (يغوثَاً) يقتَفِي (وِدَّاْ)
سُحقاً لَهم ظُلَّامْ .. ظنوا سأَسلُو النَّوحَ أو أهداْ*
(أَلْفٌ) مِنَ الأَعوَامْ .. حُزنِي كجَدٍّ يُوْرِثَ الوِلْدَا
أُوْرِثْتُ مِن جدِّي العزاءْ
حزناً على أمِّ الكساءْ
أَبْكِي وأُبكِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
الأصل (أهدأ) تخفف للضرورة
وَحيُّ العزا أوحاهْ .. ربُّ الورى إِذْ قالَ فِي الذِكرِ
اِزرع نَوَىً سُقياهْ .. مِن منبعِ الإِصرارِ والصَّبرِ
(وَاصْنَعْ) سفينَ الآه .. من جِذْعِ نَخْلِ النَظمِ والشِّعرِ
قد جاءَ أمرُ اللهْ .. من خَالفَ الزَّهرا (لَفِي خُسْرِ)
في مُحكمِ الذكرِ المُبينْ
من خالفَ الزهرا لَعِينْ
إنِّي أُوَالِيهَا .. أُحيي لياليها
في السِّرِ والإعلانْ .. أَدعُوْ الوَرَى عُودُوا إلى الباريْ
ذِيْ عُصبةُ الشَّيطَانْ .. قد هاجموني هجمةَ الدارِ
قالُوا كَفَى أَحْزانْ .. ناديتُ و(الفُلْكُ) بِنا سَارِيْ
فَلتَغْرَقِ الأكوانْ .. طُوفانُ دَمعِي سَيْلُهُ جَارِيْ
قد (فارَ تَنُورُ) المُصَابْ
(لا عَاصِمَاً) مِنَ العَذَابْ
دمعي سَيَرثِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
هذي سفينُ الآلْ .. تَسْرِي و(بسمِ اللهِ مَجرَاها)
تُنجِي من الأهوالْ .. في منبرِ الزَّهراءِ (مُرسَاها)
بالنَّوحِ والإِعوالْ .. أَنْعَى الَّتي أوصى بها طه
جاءُوا لها الأَنذالْ .. فَاَسقطوا مُحسنَ أَحشَاهَا
في جنبِها جُرْحٌ غَزِيرْ
من وَكزةِ الوغدِ الحقيرْ
ويلٌ لمُؤذِيها .. أحيي لياليها
ربَّاهُ يا قَهَّارْ .. ذِيْ دَعوةٌ مِنْ خَالصِ النَبْضِ
فلتُلهلِكِ الكفَّار .. لا (تُبقِ ديَّاراً على الأرضِ)
قد انبتوا المسمارْ .. في صدرِ أمِّ الشَّرعِ والفرضِ
هُمْ شَكَرُوا المختار .. لكن بكسرِ الضلعِ والرَّضِ
شكراً أيا طه الرَّسولْ
والأجرُ في قتلِ البتولْ
أشكُوا لبَارِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
قالُوا أَيَا بَكَّاءْ .. تبكي (كمجنونٍ) بلا حُجَّةْ
ماضٍ مِنَ الأَرزاءْ .. فاستَبْدلِ الأَحزانَ بالبَهجَةْ
جَاوبتُهُمْ (زهراء) .. زيدي بكائِي واحرقِي المُهجَةْ
ذِي عينُكِ الحمراءْ .. أبكت إمام العصرِ والحجَّةْ
قرَّت (على الجُودِيْ) السَّفينْ
نادت إمامَ الثائرينْ
قُمْ أنتَ مُهدِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
موتُ الوَرَى مَحتُومْ .. والكلُّ في بطنِ الثَّرى يُقبَرْ
أرجُوكَ يا قيومْ .. اِمدِدْ بعمري في الدُّنا أكثر
كَي أندبَ المظلومْ .. أبكي على ربِّ الوَغَى حَيدَرْ
قادُوهُ للمشؤومْ .. بالحبلِ جرَّوهُ إلى حبتَرْ
الصبرُ عَن هذا مُحالْ
كَيْفَ الحصَى قادَ الجبالْ !!
رُوحي سأُفنِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ
(اِستَغفِرُوا ) الغفَّار .. يُرسلْ عليكم خيرَهُ المَاطِر
دَمْعَاً كَمَا الأمطار .. حتَّى نُواسي الغائبَ الحاضِر
ذا خاتمُ الأطهار .. الحُزنُ في وجدانهِ غائِر
يبكي ليومِ الدّار .. آهٍ ويبكِي فجعةَ العاشِر
يبكي على الشيبِ الخضِيبْ
يبكي على الخدرِ السَّليبْ
بالدَّمعِ يَروِيها .. أُحْيِي لَيَالِيهَاْ

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

لطميات

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x