القصيدة : صبغت وجه العرش
الشاعر : علي عسيلي العاملي

الرادود : الحاج ملا باسم الكربلائي
المناسبة : الليالي الفاطمية 1442 ليلة 20 جمادى الاولى
المكان : حسينية قصر الزهراء-الكاظمية المقدسة

صبغَتْ وجهَ العرشِ دماءْ
فبكتها أرضٌ وسماءْ
ودَعَتْ أملاكُ الرحمانْ
”تباً يا حزبَ الشيطانْ"
******
شِهابُ الحقِّ فاطمةٌ...ونَجْمتُهُ الرَّسوليَّهْ
هِي القرآنُ في امرأةٍ...ومِرآةٌ إلٰهيهْ
أتاها هاجماً "كعبٌ"...بأحبارٍ يهوديَّهْ
تظنُّ أتى أبو لهبٍ...بأحطابٍ سقيفيَّهْ
فماجَ الكونُ مضْطَرباً...وضمَّ العرشُ كُرْسيَّهْ
بكى مَلَكاً ، تلى مَلَكاً...كدمعاتٍ سماويَّهْ

هَبَطَتْ أفواجُ الأملاكْ
تلعنُ أبناءَ الصَّهاكْ
وترتِّلُ آيَ الأحزانْ
تبّاً يا حزبَ الشيطانْ
******
مُحدِّثَةٌ ، مُحَدَّثَةٌ ... هيَ المبرُورةُ المُثْلى
عجيبٌ ذي أحاديثُ - الأسى صارتْ بها تُتْلى
حديثُ البابِ "جبريلٌ"...رواهُ يفصِّلُ القولا
فآيةُ (يُطْعِمُونَ) بهِ...شكتْ دفعاً ، شكتْ ركْلا
ولمْ تُشْكَرْ جزيلاً بلْ...إليها قدَّموا الجَزْلا
وآيةُ (إنَّما) مالتْ...بكفِّ "وإنْ" ترى القتْلا

جبريلٌ يسمعُ زهراهْ
تصرخُ أبتي آهٍ آهْ
صاحتْ ما بينَ الأوثانْ
تباً يا حزبَ الشيطانْ
******
بدا "جبريلُ" محنيًّا...يُدَكُّ لِحُزْنِهِ الطُّورُ
عليهِ إسمُ "زهراءٍ"...أدَمْعٌ خُطَّ أمْ نورُ ؟!
ولكنْ "زايُ"ـهُ يجري...دماً فالضلعُ مكسورُ
وهذا "هاؤُهُ" عينٌ...بكتْ منْ صَفْعِها الحورُ
وحرفُ "الراءِ" مرضرصٌ...وبالمسمارِ مفطورُ
وذا "أَلِفُ" السَّماءِ هوى...فجَنبُ الوحيِ معصورُ

و"الهمزَةُ" فوقَ الأعتابْ
فالمحسنُ أُسقطَ بالبابْ
قُتلتْ "زهراءُ" الأكوانْ
تبَّاً يا حزْبَ الشَّيطانْ
******
"وميكالٌ" لنا يروي...حديثاً آخراً أفظَعْ
فأعتابٌ لها أَذِنَ - الإلهُ بفاطمٍ تُرْفَعْ
عليها فاطمٌ سقطتْ...بنارٍ وجْهُها يُسفَعْ
سلامُ اللهِ يا ربي...عجيبٌ باللظى يُلذَعْ
فإبراهيمُ لو يدري...لماتَ بنارِهِ يجزعْ
على مَنْ خدُّها أمسى...كأخدودٍ منَ المدمَعْ

ينظُرُها سيفُ الكرارْ
في الوجْهِ يرى أثَرَ النَّارْ
ثاراتٌ بانتْ نيرانْ
تبَّا يا حزبَ الشيطانْ
******
"وإسرافيلُ" قدْ أهوى...بصورِ عذابِهِ غاضبْ
فحبلُ اللهِ مَسْحوبٌ...بحبلٍ يلعنُ الساحبْ
تساءَلَ وهْوَ مذهولٌ...يرَى الغلاَّبَ مِنْ غالبْ
فهلْ هذا ؟ بلى، كلاَّ...عليُّ بنُ أبي طالبْ !
يُجَرُّ فخاطبَ الهادي...ومجمرُ صبرهِ لاهِبْ
صحابتُكَ الأُلى كانوا...بهمْ لا لمْ أجدْ صاحبْ ..

فاطمُ إنْ تَدْعُ على القوْمْ
ساعتهُمْ ستقومُ اليوْمْ
تبَّاً لفلانٍ وفلانْ
تبَّا يا حزبَ الشيطانْ
******
تقدَّمَ "فطرسٌ" يبكي...يُصدِّعُ شجْوُهُ الصَّخْرا
على طفلٍ شفاعَتُهُ...أحالتْ كسْرَهُ جبرا
حسينٌ خائفاً أضحى...تلوذُ بجنبهِ الحورا
دعا "يا حيدرٌ" طوراً...وطوراً صاحَ "يا زهرا"
فعادَ الرجسُ يضربُها...بسوطٍ زادَها كسْرا
بسوطٍ لو على بحرٍ...تنزَّلَ بخَّرَ البحرا

مِنْ ضَرْبِ سياطِ الطاغوتْ
دمُها يجري في التابُوتْ
قدْ صبغتْ حتَّى الأكفانْ
تبَّاً يا حِزبَ الشيطانْ
******
"ملاكٌ آخرٌ" ينعى...يسحُّ الدمعَ مَمْطُورا
سألناهُ فقالَ لنا...ألُمُّ القُرطَ منثورا
وإذْ بالبَضعةِ الزهرا...دعتْهُ اصبر لعاشورا
و ظلل جسم من يبقى ... بسيف الشمر منحورا
كما قد كسروا ضلعي... تراه الصدر مكسورا
فجَمِّعْ منهُ أَضْلُعَهُ...و لا تتركه منثورا

فكما لُطِمتْ هذي العينْ
يطَأُ الحافِرُ نحْرَ حُسينْ
عدوانٌ يلحقُ عدوانْ
تبَّاً يا حِزْبَ الشَّيطانْ

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

لطميات

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x