قصيدة : أبو الرضا
للشاعر : علي عسيلي العاملي
 المناسبة : استشهاد الامام الجواد (ع)
الرادود : الحاج ملا باسم الکربلائی 

 المكان : العتبة الكاظميةالمقدسة

ليلة 28 ذو القعدة 1440هـ

أبو الرِّضا وابنُ الرضا
تلاقيا بعْــدَ القــضا
فالأرضُ تبكي والفضا
في اللقاءْ...في اللقاءْ
******
مَنْ مُبْلغٌ عنِّي الكسَاءْ
آياتِ حُزْني والعزاءْ
فابنُ رئيسِ الأنبياءْ
ونجْلُ قُطبِ الأوصِيَاءْ
في عُمْرِ أمِّ الأتقياءْ
كالمُجتبى قاسَى البلاءْ
بصبرِ ظامِي كربلاءْ
لربِّهِ لبّى النِّداءْ
هذا يدُ اللهِ العَلِيْ:
مُحمَّدٌ إِبْنُ عَلِيْ
لجدِّهِ موسى مضى
في عناءْ...في عناءْ
******
قالَ الجوادُ في شجونْ
يا جدُّ رُزئي لا يهونْ
(قد جلَّ عمَّا يُصِفُونْ)
بئساً لهُمْ هلْ يُنكرونْ
لولايَ لا كافٌ ونونْ
في النارٍ حتْماً يُحشرونٌ
طعامُهُمْ إذْ يأكلونْ
(كالمُهْلِ يغلي في البطونْ)
شلَّتْ أيادي المُعتصِمْ
باللهِ لا لمْ يعتَصِمْ
سَمَّاً فؤادي قدْ قضى
لا دواءْ..لا دواءْ
******
هلْ سألوا قاضِي القُضَاةْ
مَنْ كانَ صَيْدَ المسْأَلاتْ ؟
أَمْ إنَّهُمْ في الظُّلُمَاتْ
قَدْ شَرِبوا ماءَ المماتْ
مُذْ أنكَروا ماءَ الحياةْ
مآلُهُمْ إلى شتاتْ
إذْ ليسَ تُحصى الرَّكَعَاتْ
مِنْ دونِ تكبيرِ الصلاةْ !
شأني كعيسى قدْ ظَهَرْ
أُوْتيتُ حُكماً في الصِّغَرْ
ويلٌ لِرجسٍ أعرضا
وأساءْ...وأساءْ
*قاضي القضاة : يحيى بن أكثم، وقضيته مفصَّلة في عجزِهِ أمام علْمِ الإمام الجواد (ع).
******
يا جَدُّ إنَّ القلبَ ذابْ
وشابَ في عمرِ الشبابْ
أصبحتُ في قصرِ الذئابْ
ما بينَ لؤمٍ واغتِرابْ
لا لمْ أجِدْ إلا : غُرابْ
أدعوهُ عجِّلْ بالكِتابْ
للمرتضى أبي تُرابْ
فلْيقْلَعنْ للعُسْرِ بابْ
وكانَ أُنسي في البلا
بِسُبْحةٍ مِنْ كرْبلا
أشتمُّهُا كيْ أنهضا
في البلاءْ...في البلاءْ
******
أبا الرِّضا الغُصْنَ الرَّطيبْ
مِنْ دوحةِ الهادي الحَبِيبْ
أمسيتُ يا جدي غريبْ
فَأْذَنْ بأنْ أبقى قريبْ
وامسَحْ ضلوعي كيْ تَطِيبْ
كَسَّرَها الحقدُ العَجِيبْ
يَا طبَّ عيسى والطَّبِيبْ
والسِّرَّ فِي "أمَّنْ يُجِيبْ"
لمَّا رماني الظالمُ
ضمَّتْ ضلوعي فاطِمُ
نُحنا لِصدرٍ رُضرضا
في العراءْ...في العراءْ
******
موسَى بدمعٍ كالعِهادْ
أجابَ مقروحَ الفؤادْ
يا بنَ الرِّضا نَلقى الشِّدادْ
فِداءَ أصحابِ الوِدادْ
بِكَ العُلى ذُو الجودِ جادْ
حتَّى دعوْناكَ الجَوادْ
عُظِّمتَ ما بينَ العبادْ
أصبحتَ باباً لِلْمُرادْ
إنَّ الذي قَدْ زارَكَا
مَهْدِيَّنَا قدَ شَاركَا
نُعْطيهِ صَكَّاً أبيضا
في الجزاءْ...في الجزاءْ
******
هذا حديثُ الكاظِمَيْنْ
أجرى دموعَ القُبَّتَيْنْ
سالتْ عَقِيقاً لا لُجَيْنْ
تَبْكيهما كالفَرقديْنْ
ظَلاَّ بِحُزنٍ دائمينْ
لا مِنْ سُمومِ الغادِرَيْنْ
بَلْ نَوْحُهُمْ في المَرْقدَيْنْ :
آهٍ على رُزءِ الحُسينْ
قالا بعينٍ دامِعَهْ :
"يا ليتَنا كُنَّا مَعَهْ"
نحمي يتامى المرتضى
والنساءْ...والنِّساء

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

ملفات فيديو

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x