قصيدة : عرش النحيب
الشاعر : علي عسيلي العاملي

  الرادود : الحاج ملا باسم الكربلائی
ليلة 17 محرم حسينية العاشور

 

إنني عرشُ النحيبِ...كلُّ بكَّاءٍ حبيبي
أنا آَهَاتُ زيْنَبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
أنا اسْمي في طريقِ الطَّفِّ "مِنْبَرْ"
سبقتُ الخلقَ في ذرٍّ تَوذَّرْ
أبي نزفٌ جرى من رأس حيْدرْ
وأمي دمْعةٌ للضِّلعِ تُنْثَرْ
حسينيٌّ دمي بالرَّفضِ فوَّرْ
وشيعيٌّ أنا..أنمى لِجعْفرْ
نلتُ فخْرَ الخافِقينِ
خادِماً عِنْدَ الحُسيْنِ
لأهلِ الْبَيْتِ أُنسبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
كُمَيْتٌ، دعبِلٌ، عدِّدْ كثيرا
معي جاؤوه إِخْلاصاً وفيرا
سليباً قامَ يكســوهُمْ حريرا
فأمسى "كاظِمٌ" فيهم أميرا
وهذا "حمْزَةٌ" أعني "الصغيرا"
على طول المدى صار "الكبيرا"
لَمْ أكُنْ في الطَّفِّ حاضِرْ
صرتُ رادوداً وشاعِرْ
مَعَ الأطهارِ أنْحبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
بُراقِي مِنْ دمُوعٍ واحْتِراقِ
وَمِنْ لطْمٍ وأنّاااتِ العِراقِ
فمهما حاربوني في شِقاقِ
خُلُودي عارِجٌ فَوْقَ البُراقِ
أَنَا عزٌّ مِنَ السِّبْطِ اشتقاقي
سأبقى...إنَّ وجْهَ اللهِ باقي!
في سماءِ النُّورِ أرقى
إنَّني خَيْرٌ وأبقى
أنا للْعِشقِ كوكبْ...في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
بلى قَدْ غابَ عنكمْ ما أراهُ
هنا المَهْديُّ تبكي مقْلتاهُ
قميصاً لَمْ تزل تجري دِماهُ
ولكنَّ الذي يحْني قِواهُ
إذا الناعي إلى الشاطي حداهُ
ونادى السبطُ فرْداً "وااأخاهُ"
بالدِّما بلَّ رِداءَهْ
ذاكِراً حَرْقَ "العَباءَهْ"
فصعْبٌ ثُمَّ أصْعَبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
لَكُمْ صُنْعي مِنَ "الأخشابِ" بانا
وأصْلي مِنْ شُعاعِ الطَّفِّ كانا
ذكرتُ الرأسَ يَوْمَ الطَّشْتِ عانى
وما راعى لَهُ الطاغوتُ شانا
فمنكم حاجتي أرجو امتِنانا:
أَلا.. لا تصنعوني "خيزرانا"
سمِّروا فيَّ الحديدا
والعنوا الجِبتَ يزيدا
بهذا اللعنِ أقربْ...في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
إمامي لا أرى للشُّكْرِ حيلَهْ
فما أقضي بِسَجْداتي الطَّويلهْ!
ومهْما قُلْتُ لا أُوْفـــي قليـــلَهْ
فقط..للشُّكْر في خدِّي وسيلَهْ
هِيَ الدَّمْعُ الذي أجرى مسيلهْ
ونادَى "آآآآهِ يا خِدْرَ العقيلهْ"!
في زناجيلي وطبْري
كانَ يا مولايَ شُكري
بهذي الرُّوحِ أُحْسَبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ
******
ألا يا منبرَ الزهراء فاطِمْ
وحقِّ الضِّلْعِ سجِّلْ إسمَ"باسِم"
ومن يبكي حسيناً في المآتِمْ
فمن ناعٍ ورادودٍ ولاطِــمْ
أساميهم فدوِّنها قوائمْ
ينالُ المجدَ منْ تدعوهُ "خادِمْ"
تحتَ أسماءِ الأماجِدْ
وقَّعَ المَهْديُّ "شاهِدْ"
فطوبى حينَ تُكتَبْ..في العزاءِ
وللزَّهْرَاءِ أُنصَبْ..في العزاءِ

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

مقاطع فيديو

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x