زينب (ع)
الشيخ حسين الأكرف

أم المصــائب زينب
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ .. و ما أشرقت شمسٌ و ما طلع البدرُ
سلامٌ على القلب الكبير و صبره .. بما قد جرت حزناً له الأدمع الحمرُ
وقفتُ على باب المصائب و الشجى .. و قد طرقت قلبي مصائبها الكثرُ
و سافر بي حزني إليها يذيبني .. بها و جناح الدمع في العين يفترُ
و شدت حنيني حيرةٌ لسؤالها .. أأنتي التي أبلت في أيامكِ العشرُ
أأنتي التي ما سالم الهم قلبها .. سلامٌ عليك لا جفى قبركِ قطرُ
*** *** ***
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ .. و ما أشرقت شمسٌ و ما طلع البدرُ
سلامٌ على القلب الكبير و صبره .. بما قد جرت حزناً له الأدمع الحمرُ
ألا يَبنت الزهراء ما حال كربلاء .. و ما حالكِ من بعد أن غرَب العمرُ
تُرى هل أخذتي تحفتً من ترابها .. إلى خدكِ سلوى بها يأنس القبرُ ؟
أهل بقيت في المعصمين لكربلاء .. بقايا جراحٍ ظل يندى لها الأسرُ
و آثار حبس الدمع هل طاب جرحها .. على العين أم هل قد أضَر بها السِترُ ؟
*** *** ***
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ .. و ما أشرقت شمسٌ و ما طلع البدرُ
سلامٌ على القلب الكبير و صبره .. بما قد جرت حزناً له الأدمع الحمرُ
هنا الجبل العملاق حط رحالهُ .. و من همهِ استلقى و ميعاده الحشرُ
و أغمض عين الصبر عن لا نهايةٍ .. فزينب ذِكرٌ ضاق عن وسعه ذِكرُ
و زينب تنمو سورةٍ بعد سورةٍ .. يحلق فيها المجد و العز و الفخرُ
اُجل ثراها أن يُداس بأرجلي .. و من تحتهِ الفرقان و الشفع و الوِترُ
*** *** ***
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ .. و ما أشرقت شمسٌ و ما طلع البدرُ
سلامٌ على القلب الكبير و صبره .. بما قد جرت حزناً له الأدمع الحمرُ
وقوفاً مع المختار ليلة دفنها .. مع المرتضى جائوا لها و الأسى بحرُ
و فاطم ** بين سبطٍ مسممِ .. و آخر مذبوحٍ ينوح به النحرُ
أتوا للتي في الطف بين جراحها .. تلوذ بها الأيتام يجري بها الذعرُ
و قد أبصرت ما دون مفهمومه الردى .. فجاءت بصبرٍ دون مفهمومه الصبرُ
*** *** ***
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ .. و ما أشرقت شمسٌ و ما طلع البدرُ
سلامٌ على القلب الكبير و صبره .. بما قد جرت حزناً له الأدمع الحمرُ
ونسألكم الدعاء من القلب بتعجيل الفرج والدعاء للجميع بالستر والهداية والصلاح وبراءة الذمة...
