قصيدة : نار ودخان ودماء
الشاعر :  احمد العلياوي

 الرادود : الحاج ملا باسم الكربلائي 

نارٌ ودُخان ودماء أطفالٌ فرت ونساء
والصرخةُ في كل مكان قتلوا المظلوم العطشان
******
أرى في العاشرِ الدامي عَجاج الأرض مسودا
أرى الأطفال في ذعرٍ أطال الليل والسهدا
أرى شمساً على رمحِ ولكن لا أرى خدا
أرى بدراً على نهرٍ غفى مُذ قدّم الزندا
أُبصرُ أرض الطف بوَجدي ولما يجري ألطم خدي
أسمع أصوات النُسوان قتلوا المظلوم العطشان
******
أرى الحوراء قد قامت تردُ الناحل الذخرا
ألا من ناصرٍ يسمع عليلٌ لمْ يُطق صبرا
أراد السيف لمْ يقدر فنادا زينبُ الكبرى
أرى يا عمتي شمراً يحز النحر والفجرا
فروا يا بنت الزهراء فروا في حر الصحراء
واسود صباح الأكوان قتلوا المظلوم العطشان
******
أرى الأطفال في رعبٍ بحالٍ جاوز الوصفا
يرون الوالد الحاني به قد أغمدوا السيفا
إلى البيداء قد فروا ومنهم ريقهم جفا
وحل الليلُ في الوادي فماتوا وحدهم خوفا
ماتوا في الوادي بسكوت والطفل إذا خاف يموت
والباقر بين النيران قتلوا المظلوم العطشان
******
أرى أماً على قهرٍ تدير العين والسمعا
إلى محبوبها الغالي بصمت ترسل الدمعا
مَشت مَحنيةَ ظهرا على خوفٍ مَشت تنعى
فمن هذي التي تخفي يداها الورد والشمعا
رملةُ هذي يا جسام خسرت في الطف الأحلام
صاحت يا أحلى العرسان قتلوا المظلوم العطشان
******
عليها الخيل قد دارت فراحت تندب القتلى
لها قلبٌ على رملٍ فطاحت تسئل الرملى
عليٌ أين يا روحي بُني قم لي أنا ليلى
بُني فانظر لأحوالي أنا المفجوعة الثكلى
هذا يومك يا أُماه من لي غيرك واويلا
يا ولدي هُدِمَ البنيان قتلوا المظلوم العطشان
******
لماذا الأخت لم تعرف أخاها مالذي يجري
لماذا لم يسل عني تنادي زينبُ الصبرِ
بلا عينٍ بلا هامٍ قضى بدراً على النهرِ
فما عمري وعباسٌ بلا كفين يا عمري
أنت الكافل يا عباس فانظر ما يفعله الناس
صارت خيمتنا الميدان قتلوا المظلوم العطشان
******
أرى في ليلة الحادي خيالاً سار مكروبا
أرى هماً أرى متناً أتى بالسوط مضروبا
أراها زينبُ الحوراء تُضيع اليوم محبوبا
حبيباً مات مذبوحاً ذبيحٌ عاد مسلوبا
يانور عيوني وخليلي غبت اليوم وغاب كفيلي
وصراخي في كل زمان قتلوا المظلوم العطشان

تعليقات

لإرسال تعليق یجب أن تسجل في الموقع

مقاطع فيديو

more_horiz

مقالات المرتبطة

آخر الصوتيات المضافة

آخر المرئيات المضافة

  • 2.00x
  • 1.50x
  • 1.00x
  • 0.75x